“بي واي دي ” تنافس “تسلا” على القمة وقفزة في مبيعاتها خلال الربع الثاني من 2024
أظهرت تقارير المبيعات الشهرية أن هناك تحسن ملحوظ في مبيعات السيارات الكهربائية لشركة بي واي دي الصينية خلال الربع الثاني من عام 2024، فقد سجلت الشركة زيادة بنسبة 21% في مبيعات سياراتها الكهربائية مقارنة بالفترة السابقة.
هذا التحسن في المبيعات ساهم في تقليص الفجوة بين بي واي دي وشركتها المنافسة الأمريكية تسلا، التي كانت الأفضل مبيعًا للسيارات الكهربائية في الربع الأول.
ووفقًا للتقارير الشهرية، باعت بي واي دي أكثر من 426 ألف سيارة كهربائية خلال الأشهر بين أبريل ويونيو 2024. هذا الرقم يقل بنحو 12 ألف سيارة عن مبيعات تسلا المقدرة للربع الثاني من العام نفسه.
على الرغم من تفوق تسلا في المبيعات، فإن بي واي دي قد نجحت في تعزيز حصتها في السوق والاقتراب من منافستها الأمريكية الرائدة.
تراجع مبيعات تسلا
سجلت شركة “تسلا” ثاني انخفاض متتالي في تسليمات السيارات على أساس فصلي، على الرغم من الإجراءات التي اتخذها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لوقف هذا التراجع.
حيث أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية أنها سلمت 443,956 سيارة خلال الربع الثاني، وهو أداء أفضل من متوسط تقديرات المحللين البالغ 439,302 سيارة.
على الرغم من انخفاض المبيعات بنسبة 4.8% مقارنة بالعام الماضي، إلا أن تسلا شهدت تحسنًا على أساس ربع سنوي، بعد أن سلمت نحو 386,000 سيارة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وأنتجت الشركة 410,831 سيارة خلال هذا الربع، مما أدى إلى ارتفاع أسهم الشركة بما يصل إلى 4.8% في التداولات المبكرة قبل افتتاح السوق.
المنافسة بين بي واي دي وتسلا
هذه تطورات مهمة في قطاع السيارات الكهربائية إذا ما تحققت توقعات انخفاض مبيعات تسلا بنسبة 6% خلال الربع الثاني من 2024، فسيكون هذا أول انخفاض لربعين متتاليين للشركة الأمريكية الرائدة.
هذا الانخفاض المتوقع قد يعزى إلى المنافسة الشديدة في السوق الصينية وتباطؤ الطلب بسبب ارتفاع أسعار الطرازات الجديدة، وفي حال تحقق ذلك فقد تخسر تسلا مرة أخرى لقب أكبر بائع للسيارات الكهربائية لصالح منافستها الصينية بي واي دي.
ووفقًا لتوقعات بنك باركليز، من المتوقع أن يصل انخفاض عمليات تسليم تسلا في الربع الثاني إلى 11%، وهو الأكبر على الإطلاق للشركة، هذه التطورات تؤكد على المنافسة القوية في سوق السيارات الكهربائية، والتي قد تشهد تغيُّرات في موازين القوى بين اللاعبين الرئيسيين خلال الفترة القادمة.
يأتي ذلك بعدما خفضت تسلا إنتاج سيارتها الكهربائية الأكثر مبيعاً من طراز «واي» في مصنعها في شنغهاي منذ مارس لمعالجة ضعف الطلب على طرازاتها القديمة في الصين، ثاني أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة.
وبالمقارنة، حافظت كبرى منافساتها الصينية بي واي دي على نمو مطرد في مبيعات السيارات الكهربائية، كما سجلت الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية مثل نيو نمواً ممتازاً في الربع الأول، وتضاعفت عمليات تسليم سيارات نيو في الربع الثاني إلى 57.3 ألف سيارة.
وفقًا لتصريحات تسوي دونغشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، هناك عدة عوامل تساهم في المبيعات القوية لصانعي السيارات الكهربائية الصينيين في الفترة الأخيرة:
- تخفيضات الأسعار: قامت العديد من الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية بتخفيض أسعار منتجاتها، مما ساعد في زيادة الطلب.
- التحول المتزايد للمستهلكين: هناك ميل متزايد لدى المستهلكين في الصين نحو اقتناء السيارات الكهربائية والهجينة بدلاً من السيارات التقليدية.
هذه العوامل ساهمت في تعزيز مركز صانعي السيارات الكهربائية الصينيين في السوق، وجعلهم منافسين قويين حتى للشركات العالمية الرائدة مثل تسلا.
ووفقاً لبيانات جمعية سيارات الركاب الصينية، فقد شكلت مبيعات سيارات الطاقة الجديدة، بما في ذلك السيارات الكهربائية والهجينة، في الصين 46.7 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات في مايو وهو أعلى ارتفاع شهري مسجل.
أزمات تواجه تسلا
خلال عام مضطرب، واجهت شركة تسلا تحديات عديدة، ففي أبريل أعلن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن تخفيضات كبيرة في عدد الموظفين، مع ضغط داخلي لخفض العمالة بنسبة تصل إلى 20%، وشملت تلك الخسائر في الوظائف موظفي المبيعات، مما ربما ساهم في ضعف أرقام المبيعات.
كما شهد النموذج الجديد للشركة “سايبر تراك” تباطؤًا في الإنتاج، حيث يُعد هذا أول طرح جديد للشركة منذ سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، ألقّت تسلا باللوم في انخفاض عمليات التسليم في الربع الأول على حريق متعمد في مصنع سياراتها بالقرب من برلين، وكذلك على تحويلات الشحن من البحر الأحمر.
على الرغم من وجود عدد أقل من الاضطرابات الخارجية للأعمال خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن الشركة ما زالت تكافح من أجل تحقيق النمو مع مجموعة أقدم من المركبات.
استمرار هذه الاتجاهات قد يكون له تأثير كبير على موازين القوى في صناعة السيارات الكهربائية على المستوى العالمي خلال الفترة القادمة.