ألفا روميو تدعو السياسيين إلى إنقاذ صناعة السيارات بدلاً من جدل الأسماء

حث جان فيليب إمباراتو، رئيس شركة ألفا روميو، السياسيين الأوروبيين على إعطاء الأولوية لحماية الوظائف في قطاع صناعة السيارات عوضًا عن الانشغال بالجدل حول أسماء السيارات. جاءت هذه الدعوة في أعقاب خلاف نشب مؤخرًا أدى إلى تغيير اسم السيارة الجديدة العابرة للأقاليم من “ميلانو” إلى “تونال جونيور” بعد مرور خمسة أيام فقط على الكشف عنها.

وكان وزير الصناعة الإيطالي، أدولفو أورسو، قد ادعى أن تسمية السيارة بـ “ميلانو” ينتهك قانونًا إيطاليًا يقصر استخدام الأسماء الجغرافية على المنتجات المصنعة داخل إيطاليا، علمًا بأن السيارة المعنية سيتم إنتاجها في مصنع ستيلانتس بمدينة تيتشي البولندية. ويُطبق هذا القانون عادةً على منتجات مثل جبن بارميجيانو ريجيانو.

وتزامنت تصريحات أورسو مع تحذيرات أطلقها كارلوس تافاريس، رئيس شركة ستيلانتس، للحكومة الإيطالية خلال حفل الكشف عن سيارة “ميلانو”، من مغبة تقديم حوافز للشركات الصينية وغيرها من الشركات الأجنبية لإنشاء مصانع إنتاج البطاريات والسيارات في إيطاليا.

وفي تصريح لمجلة “أوتوكار”، كشف إمباراتو أن قرار تغيير اسم “ميلانو” اتُخذ رغم المشورة القانونية التي أكدت عدم انتهاك الاسم للقانون، وذلك سعيًا لتجنب الانجرار إلى خلاف سياسي. ودعا إمباراتو السياسيين إلى تركيز جهودهم على حماية مصالح صناعة السيارات وتأمين فرص العمل فيها، بدلًا من إضاعة الوقت في نقاشات جانبية حول أسماء الطرازات، مشددًا على أهمية التعاون والحوار البناء بين جميع الأطراف المعنية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه هذه الصناعة الحيوي

علق جان فيليب إمباراتو، رئيس شركة ألفا روميو، في تصريحات له ،على الجدل الذي أثير مؤخرًا حول تغيير اسم سيارة الشركة الجديدة من “ميلانو” إلى “تونال جونيور”، قائلاً: “عندما أُبلغت بأن الاسم محظور بموجب القانون – وهو ادعاء غير صحيح – طلبت منهم التهدئة، موضحًا أنني لست هنا لممارسة السياسة، بل لصناعة سيارة ألفا روميو مستدامة للمستقبل”.

وأشار إمباراتو، في تصريحاته، إلى أن تغيير الاسم “أثار ضجة لم يكن يتوقعها على الإطلاق”، لافتًا إلى أن اسم “ميلانو” تم الكشف عنه في ديسمبر الماضي، وكان معروفًا منذ سنوات أن السيارة ستُنتج في بولندا إلى جانب طرازي “جيب أفينجر” و”فيات 600إي” اللذين يتشاركان معها منصة “ستيلانتس إي-سي إم بي” الكهربائية.

وتطرق إمباراتو إلى مسألة تلبية رغبات عملاء “جولييتا” و”ميتو” الذين كانوا ينتظرون سيارة من الفئة B منذ عام 2021، مؤكدًا أنه لم يكن أمامه أي خيار سوى اعتماد هذه المنصة المشتركة لتصنيع السيارة الجديدة.

وفي سياق متصل، كشف إمباراتو أن شركة ألفا روميو كانت تتكبد خسائر بمئات الملايين من اليورو عند تشكيل مجموعة “ستيلانتس” في يناير 2021، لكنها باتت الآن تحقق أرباحًا. وأوضح أن الجيل المقبل من طرازي “ستيلفيو” و”جوليا”، المقرر طرحهما في عامي 2025 و2026، سيتم تصنيعهما في إيطاليا.

ولفت إمباراتو إلى أن إيطاليا ستكون ضمن الدولة الأوروبية الوحيدة التي ستنتج سيارات على منصتي “ستيلانتس” المتوسطة والكبيرة “SLTA”، مشيرًا إلى أن أربعة من أصل خمسة طرازات في استراتيجيته سيتم تصنيعها داخل إيطاليا، في تأكيد على التزام الشركة بدعم الصناعة المحلية وتعزيز حضورها في السوق الإيطالية.

وفي تصريحات لافتة، دق جان فيليب إمباراتو، رئيس شركة ألفا روميو، ناقوس الخطر بشأن التهديد المتنامي الذي تشكله شركات السيارات الصينية على نظيراتها الأوروبية، داعيًا السياسيين الأوروبيين إلى التركيز على هذه المسألة التي وصفها بـ”الخطر الأساسي” على مستقبل مجموعة “ستيلانتس” وصناعة السيارات في أوروبا ككل.

وسلط إمباراتو الضوء على الاستراتيجية التي تتبعها بعض الشركات الصينية، مستشهدًا بمثال شركة “إم جي” التي أطلقت سيارة بسعر 16 ألف يورو في إسبانيا، معربًا عن قناعته بأنها تتكبد خسائر كبيرة جراء ذلك، لكنها تعتمد على وفرة السيولة النقدية لديها في هذه المرحلة.

كما انتقد إمباراتو سياسة شركة “تسلا” في خفض أسعارها بأكثر من 10 آلاف يورو، ما أدى إلى انخفاض هوامش الربح في السوق الأوروبية من 18% إلى 7% أو 8%، فضلاً عن إشارته إلى بعض المنافسين الألمان في الصين الذين يقدمون خصومات تصل إلى 40% لإنقاذ أنفسهم. وشدد على ضرورة اتباع نهج حازم في التعامل مع التكلفة الإجمالية لإنتاج كل سيارة في مواجهة هذه التحديات.

ولفت إمباراتو إلى وجود فئتين من الشركات: تلك التي تدرك ضرورة التحرك والتكيف مع الوضع الجديد، وأخرى لا تدرك ذلك. محذرًا من أن بعض الشركات الكبرى بدأت تعلن عن استسلامها، معتبرًا أن هذا مجرد بداية لـ”حمام دم” في القطاع. وانتقد موقف بعض الشركات التي ترحب بالمنافسة الصينية دون إدراك عواقب ذلك، مشيرًا إلى أن الصينيين لن يأتوا بمفردهم، بل سيصطحبون معهم سلسلة التوريد الخاصة بهم، ما يهدد بقاء اللاعبين التقليديين في السوق.

وقال رئيس شركة ألفا روميو أن هناك 12 مليون شخص يعملون في صناعة السيارات الأوروبية، ومع اعتبار أن كل 1% من السوق تعادل حوالي 150 ألف سيارة، أضاف: “في كل مرة يحقق فيها منافس جديد 1% من حصة السوق، ينشأ علامة استفهام حول مصنع واحد؛ 10 نقاط من حصة السوق تعني 10 مصانع مهددة”.

“لذلك يمكنني تغيير اسم ميلانو لأننا لسنا إيطاليين مع هذه السيارة – لكن نقطة واحدة من حصة السوق، 150 ألف سيارة، تعني مصنعًا واحدًا. هذا أمر مقلق للغاية، لأن في هذا المصنع هناك أشخاص يعملون، ولست بصدد الحديث عن الموردين حتى. يمكن أن يكون التأثير هائلاً” حيث أراد إمباراتو من خلال هذا المثال توضيح الأثر المدمر الذي يمكن أن تخلفه المنافسة الصينية على الوظائف والمصانع في أوروبا، إذا ما استمر اختراقها للسوق وكسب المزيد من حصصه. لذا فهو يدعو إلى مواجهة هذا التحدي وعدم الترحيب بهذه المنافسة دون أخذ تبعاتها بعين الاعتبار، فالمصانع والوظائف أكثر أهمية بكثير من مجرد أسماء الطرازات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى