وفاة قطاع السيارات وحكاية حدائق الأهرام

مر شهر رمضان سريعا ثم أسبوع العيد ، تبادلنا التهنئة فيما بيننا وتناولنا كثيرا من الكعك رغم أنف تحذيرات الأطباء ، والآن نعود سويا إلى الواقع لنواجه ما يتحتم علينا جميعا مواجهته .

والحقيقة أنني لن أتحدث في هذا المقال عن قطاع السيارات الذي لقى مصرعه وتفرق دمه بين عدة أطراف آخرها حرب روسيا أوكرانيا ، وهي أسباب كافية لإعلان إغلاق سوق السيارات لحين إشعار آخر ، وربما نجلس سويا لنتذكر الأيام الجميلة لسوق السيارات وما كان يدره من عائدات ضخمة لخزائن الدولة بلغت 40 مليار جنيه في إحدى السنوات ، و ربما نبكي على  عدد القطاعات التي تضررت وأبرزها التمويل والتأمين والإعلان وخدمات لا حصر لها مرتبطة بالقطاع ، والتي ستغلق هي أيضا بالتبعية .

سأسرد لكم اليوم قصة  حدائق الأهرام ، لقد كانت مدينة جميلة هادئة ومنظمة ، وفي غفلة من الزمان ووسط إهمال شديد من ” الجمعية التعاونية ” التي تملكها وتديرها ، تبدل بها الحال وإقتحمها التوك توك وإنتشرت بها المحال المخالفة كنتيجة طبيعية لكون الجمعية التي تديرها مكونة من ” مجموعة من المقاولين ” ، وكان من الأفضل أن تنتقل الإدارة لـ ملاك المدينة عن طريق تشكيل إتحاد شاغلين .

المهم .. يقطن حدائق الأهرام تركيبة متطورة من السكان تتنوع بين ضباط شرطة وجيش وقضاة وصحفيين وإعلاميين ومحامين .. إلخ ، وتقل بها المهن الحرفية نظرا لحداثة المدينة وإرتفاع أسعار الشقق بها وما صاحبه من إرتفاع نسبي لأسعار الخدمات والمنتجات .

أدت هذه التركيبة من السكان إلى وجود درجة كبيرة من الوعي لدى الملاك ، إضافة إلى الحرص على محاربة كل مظاهر العشوائية والتدمير اللذان تسللا إلى المدينة الهادئة ، فقام الملاك بالتواصل عبر جروبات فيسبوكية ، وأخرى على الواتس آب ، تناقشوا وتباحثوا فيما بينهم .. شكلوا لجانا وتواصلوا بالحي والمحافظة ووزارة التنيمة المحلية ووصولا إلى مجلس الوزراء ، جمعوا أموالا فيما بينهم لنشر الإستغاثات بالصحف ووسائل الإعلام

النتيجة .. نجحوا فيما سعوا إليه ، أصبحت إسم حدائق الأهرام يتردد في وسائل الإعلام وداخل أروقة مجلس النواب ، وأصدر المحافظ قرار بحظر سير التوك توك داخل المدينة ، ووجه بحملات لإزالة المحال المخالفة وقامت الجميعة بتعيين شركة حراسة محترفة لحماية بوابات المدينة من المتسللين … والبقية تأتي

لقد سردت قصة ملاك حدائق الأهرام ربما يقتدي بهم وكلاء وموزعي السيارات ، لقد إتبعوا قاعدة ”  ما ضاع حق ورائه مطالب ” ، عليكم أن تشكلوا وفدا رفيعا يتحدث إلى المسئولين والإعلام بلسان واحد ، واضعا مصلحة الجميع في ميزان واحد .. تحدثوا وإشرحوا للمجتمع ما هي حقيقة الوضع عندكم ، وما يحدث تفصيلا داخل القطاع .. ربما يتفهم الجميع وتهدأ الأمور ويتقبل الوضع جميع الأطراف

رئيس التحرير 

خالد رجائي 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى