باستثمارات 150 مليون دولار.. تدشين مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل
خطوة استراتيجية نحو توطين صناعة السيارات

في خطوة تُعد من أبرز التحركات الصناعية في مصر خلال السنوات الأخيرة، أعلنت مجموعة “المنصور للسيارات” رسميًا عن تدشين مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل، باستثمارات تتجاوز 150 مليون دولار أمريكي.
يأتي هذا المشروع الطموح في إطار رؤية الدولة المصرية لتوطين صناعة السيارات، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتعزيز القدرة الإنتاجية المحلية، مع التركيز على التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.
يمثل مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل نقلة نوعية في قطاع صناعة السيارات المصري، ويعكس التزام مجموعة المنصور بدعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل حقيقية، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

استثمار ضخم يعكس ثقة القطاع الخاص في الاقتصاد المصري
خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمناسبة وضع حجر الأساس لمصنع ماك لتصنيع وسائل النقل، أعلن السير محمد منصور، رئيس مجلس إدارة مجموعة المنصور، أن حجم الاستثمارات المخصصة لإنشاء مصنع “ماك” يبلغ نحو 150 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 7.5 مليار جنيه مصري.
وأوضح منصور أن المصنع الجديد سيعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 50,000 مركبة سنويًا في المرحلة الأولى، مع خطة واضحة للتوسع إلى 100,000 مركبة خلال فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات. وأكد أن هذا المشروع سيساهم في توفير ما يقرب من 500 مليون دولار من العملة الأجنبية سنويًا، كانت تُستخدم في استيراد المركبات من الخارج.

رؤية استراتيجية لتوطين الصناعة وتعزيز الصادرات
أكد السير محمد منصور أن مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل يمثل خطوة استراتيجية نحو توطين صناعة السيارات في مصر، من خلال تصنيع مركبات حديثة بمواصفات عالمية، لتلبية احتياجات السوق المحلي، مع فتح آفاق التصدير إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن المشروع يأتي في وقت تحتفل فيه مجموعة المنصور بمرور 50 عامًا على تأسيسها، حيث بدأت رحلتها في السوق المصري عام 1975، وتواصل اليوم التوسع والنمو من خلال مشاريع صناعية كبرى مثل مصنع “ماك”.
نرشح لك: “المنصور للسيارات” تدشن “ماك” كأحدث مصنع لصناعة السيارات في مصر بإمكانيات عالمية

دعم حكومي وشراكة فعالة مع القطاع الخاص
شهد المؤتمر حضور عدد من كبار المسؤولين في الدولة، من بينهم الفريق كامل الوزير، وزير النقل والصناعة، والوزير محمد الشيمي، وزير قطاع الأعمال العام، بالإضافة إلى محافظ الجيزة وعدد من رؤساء الشركات والبنوك، مما يعكس الدعم الحكومي القوي لهذا المشروع.
وأعرب السير محمد منصور عن امتنانه للدولة المصرية على دعمها المتواصل، مشيرًا إلى أن هذا المشروع لم يكن ليرى النور لولا التعاون الوثيق بين الحكومة والقطاع الخاص، والرؤية الواضحة التي تتبناها الدولة لتطوير القطاع الصناعي.
كلمة أنكوش أرورا: من ورقة بيضاء إلى مصنع عالمي
من جانبه، ألقى السيد أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذي لمجموعة المنصور للسيارات، كلمة مؤثرة خلال المؤتمر، أكد فيها أن رحلة إنشاء مصنع “ماك” بدأت منذ 18 شهرًا فقط، عندما كانت الفكرة مجرد ورقة بيضاء.
وقال أرورا: “لم نكن نملك حينها المعرفة الكاملة بكيفية بناء مصنع بهذا الحجم، لكننا خضنا التحدي، وتعلمنا من خبرات العالم، وبدعم من رئيس مجلس الإدارة السير محمد منصور، نجحنا في الوصول إلى هذا الإنجاز الكبير”.
وأضاف أن مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل سيكون قادرًا على إنتاج سيارات بمحركات احتراق داخلي، وكذلك مركبات تعمل بالطاقة الجديدة، مثل السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، مشددًا على أن جميع المركبات سيتم تصنيعها محليًا، وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية.

مساهمة اقتصادية ومجتمعية كبيرة
من المتوقع أن يخلق مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل ما بين 6,000 إلى 10,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يعزز من فرص التوظيف للشباب المصري، ويدعم الاقتصاد المحلي من خلال سلاسل التوريد والتصنيع المحلي لمكونات السيارات.
كما سيساهم المصنع في دعم الصناعات المغذية، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على الدخول في منظومة التصنيع المحلي، بما يعزز من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.

تصميم ذكي وتقنيات صديقة للبيئة
تم تصميم مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل وفقًا لأحدث المعايير الهندسية والتقنية، حيث يعتمد على خط إنتاج ذكي قادر على تصنيع أنواع متعددة من المركبات، بما في ذلك سيارات السيدان، الـSUV، والميكروباصات.
ويحتوي المصنع على نظام دهان أوتوماتيكي متطور، يُعد الأول من نوعه في مصر، يعمل بدون استخدام المياه، مما يجعله صديقًا للبيئة، ويساهم في تقليل الانبعاثات الضارة بنسبة كبيرة.
كما تم تزويد مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل بخلايا شمسية لتوليد الطاقة النظيفة، وفتحات إضاءة طبيعية (Skylights) لتقليل الاعتماد على الكهرباء، في إطار التزام المصنع بمبادئ الاستدامة البيئية.

خطوة نحو مستقبل السيارات في مصر
يتماشى مشروع مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل مع سياسة الدولة المصرية الرامية إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات خلال العقد القادم، وذلك من خلال دعم التصنيع المحلي، وتشجيع استخدام المركبات الكهربائية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ويُعد المصنع نموذجًا حقيقيًا لما يمكن أن تحققه الشراكة بين القطاعين العام والخاص، عندما تتوفر الرؤية، والإرادة، والدعم المؤسسي.
يمثل تدشين مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل علامة فارقة في مسيرة الصناعة المصرية، وخطوة جادة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع السيارات، وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعي إقليمي.
بفضل استثمار يتجاوز 150 مليون دولار، ودعم حكومي قوي، ورؤية استراتيجية من مجموعة المنصور، فإن هذا المشروع لا يقتصر على كونه مصنعًا لإنتاج السيارات، بل هو منصة متكاملة لتوطين التكنولوجيا، وتمكين الشباب، ودعم الاقتصاد الوطني، إنه مستقبل يتحقق على أرض الواقع، وخطوة جديدة نحو مصر صناعية، خضراء، ومزدهرة.











