بنسبة 24%.. نمو تراخيص السيارات الكهربائية في مصر خلال أكتوبر 2025

في ظل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، تواصل سوق السيارات الكهربائية في مصر تسجيل نمو ملحوظ، مدعومًا بتوجهات الدولة نحو دعم المركبات الصديقة للبيئة، وتزايد وعي المستهلك المصري بأهمية التحول إلى وسائل نقل مستدامة.
وقد كشفت مؤسسة الأهرام بالتعاون مع المجمعة المصرية للتأمين الإجباري للمركبات في تقريرها الصادر عن شهر أكتوبر 2025، عن نمو تراخيص السيارات الكهربائية لتحقق أداء قوي لسوق السيارات الكهربائية، حيث تم ترخيص وتأمين 1,643 مركبة كهربائية جديدة، من بينها 1,379 سيارة ركوب كهربائية بالكامل.
ويمثل هذا الرقم ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بشهر سبتمبر 2025، الذي سجل ترخيص 1,324 سيارة كهربائية، ما يعكس استمرار الزخم في هذا القطاع الحيوي، وتوسع قاعدة المستهلكين المهتمين بالسيارات الكهربائية في السوق المحلي.

ارتفاع تراخيص السيارات الكهربائية مقارنة بالشهر السابق
بحسب التقرير، بلغ عدد المركبات الكهربائية التي تم التأمين الإجباري عليها وتم ترخيصها خلال شهر أكتوبر 2025 عددًا إجماليًا قدره 1,643 مركبة كهربائية، من بينها 1,379 سيارة ركوب كهربائية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة تقارب 24% مقارنة بشهر سبتمبر الذي سجل 1,324 سيارة.
ويُعد هذا النمو مؤشراً إيجابيًا على تنامي الطلب على السيارات الكهربائية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه سوق السيارات التقليدية، مثل ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف الصيانة، بالإضافة إلى التوجهات الحكومية نحو تقليل الانبعاثات الكربونية.
نرشح لك: ارتفاع تراخيص السيارات الكهربائية في مصر بنسبة 60% خلال سبتمبر
BYD تواصل الصدارة في سوق السيارات الكهربائية
احتفظت العلامة الصينية BYD بصدارتها في سوق السيارات الكهربائية خلال أكتوبر، حيث سجلت ترخيص 525 سيارة كهربائية، لتواصل تفوقها على باقي العلامات التجارية.
ويُعزى هذا الأداء القوي إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها طرازات BYD في السوق المصري، خاصة طراز سونج بلاس الذي استحوذ وحده على 282 سيارة من إجمالي مبيعات العلامة.
ويُعد طراز سونج بلاس من أكثر السيارات الكهربائية مبيعًا في مصر خلال الأشهر الماضية، بفضل تصميمه العصري، ومدى القيادة الطويل، والتقنيات المتطورة التي يقدمها، إلى جانب سعره التنافسي مقارنة بالمنافسين.
نرشح لك: BYD الكهربائية تدخل السوق المصري عبر المنصور للسيارات

نيسان في المركز الثاني: أداء ثابت ونمو مستمر
جاءت شركة نيسان في المركز الثاني خلال أكتوبر، بعد تسجيلها 108 سيارات كهربائية، من بينها 100 سيارة من طراز إكس تريل، الذي يُعد من أبرز الطرازات الكهربائية التي تقدمها العلامة اليابانية في السوق المصري.
ورغم تراجع عدد التراخيص مقارنة بشهر سبتمبر الذي سجلت فيه نيسان 132 سيارة، إلا أن استمرارها في المراكز الأولى يعكس ثقة المستهلك المصري في العلامة، خاصة مع ما تقدمه من جودة تصنيع، واعتمادية عالية، وخدمة ما بعد البيع.

تنوع في العلامات التجارية: فولكس فاجن، روكس، وBMW في المنافسة
شهد شهر أكتوبر أيضًا أداءً جيدًا لعدد من العلامات التجارية الأخرى، ما يعكس تنوع الخيارات المتاحة للمستهلك المصري في سوق السيارات الكهربائية. وجاءت شركة روكس في المركز الثالث بـ90 سيارة، تلتها فولكس فاجن بـ77 سيارة، ثم BMW بـ61 سيارة، من بينها 15 سيارة من طراز i5.
ويُلاحظ أن العلامات الأوروبية بدأت تدخل بقوة في السوق المصري، مستفيدة من الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية الفاخرة، والتوجه نحو المركبات ذات الأداء العالي والتقنيات المتقدمة.
شيفروليه وديبال وشاومي تدخل المنافسة
سجلت شيفروليه خلال أكتوبر ترخيص 58 سيارة كهربائية، لتؤكد حضورها في هذا القطاع، خاصة بعد طرحها لطرازات كهربائية جديدة في الأسواق العالمية، بدأت تصل تدريجيًا إلى السوق المصري.
كما سجلت ديبال 39 سيارة، وشاومي 12 سيارة، وشانجان 12 سيارة، وسمارت 8 سيارات، ما يعكس دخول علامات جديدة إلى السوق، بعضها من شركات التكنولوجيا مثل شاومي، التي تسعى إلى توسيع نطاق أعمالها لتشمل قطاع السيارات الذكية.

علامات تجارية ظهرت في تقرير أكتوبر ولم تُذكر في سبتمبر
شهد تقرير أكتوبر 2025 عن تراخيص السيارات الكهربائية في مصر ظهور عدد من العلامات التجارية الجديدة التي لم تُذكر في تقرير سبتمبر، من أبرز هذه العلامات:
- شيفروليه: سجلت حضورًا قويًا في أكتوبر بترخيص 58 سيارة كهربائية، رغم غيابها عن تقرير سبتمبر، ما يشير إلى بدء طرح طرازاتها الكهربائية في السوق المحلي بشكل فعلي.
- شاومي: العلامة الصينية المعروفة في مجال الإلكترونيات دخلت رسميًا سوق السيارات الكهربائية في مصر، حيث تم ترخيص 12 سيارة من إنتاجها خلال أكتوبر، وهو ظهورها الأول في تقارير التراخيص.
- شانجان: سجلت أيضًا 12 سيارة كهربائية، لتؤكد على توجهها نحو تعزيز وجودها في فئة المركبات الكهربائية.
- سمارت: العلامة الألمانية المتخصصة في السيارات الصغيرة ظهرت في تقرير أكتوبر بـ 8 سيارات كهربائية، في أول حضور لها ضمن بيانات التراخيص الرسمية.
هذا التنوع في العلامات الجديدة يعكس ديناميكية السوق المصري، واستعداده لاستقبال طرازات كهربائية من شركات تقليدية وأخرى ناشئة، ويؤشر إلى أن المنافسة ستشتد خلال الأشهر المقبلة مع دخول المزيد من المصنعين العالميين إلى الساحة.

مقارنة بين أكتوبر وسبتمبر: نمو في بعض العلامات وتراجع في أخرى
بمقارنة أداء شهر أكتوبر مع شهر سبتمبر 2025، يتضح أن بعض العلامات التجارية شهدت نموًا في عدد التراخيص، بينما تراجعت أخرى. فعلى سبيل المثال:
- ارتفعت مبيعات BYD من 426 سيارة في سبتمبر إلى 525 سيارة في أكتوبر.
- تراجعت نيسان من 132 سيارة إلى 108 سيارة.
- سجلت روكس 92 سيارة في سبتمبر مقابل 90 في أكتوبر (تراجع طفيف).
- تراجعت BMW من 91 إلى 61 سيارة.
- تراجعت مرسيدس من 66 إلى أقل من 8 سيارات (لم تُذكر في تقرير أكتوبر).
- لم تظهر علامات مثل أفاتار، زيكر، وMG في تقرير أكتوبر، رغم تسجيلها مبيعات في سبتمبر.
ويُعزى هذا التباين إلى عوامل متعددة، منها توفر الطرازات، وتغيرات الأسعار، والعروض الترويجية، بالإضافة إلى تفضيلات المستهلكين المتغيرة.

إجمالي المركبات الكهربائية منذ 2021
أشار التقرير إلى أن إجمالي عدد السيارات الكهربائية التي تم التأمين الإجباري عليها وتم ترخيصها في مصر منذ 21 يوليو 2021 وحتى نهاية أكتوبر 2025 بلغ 17,329 سيارة، وهو رقم يعكس تطورًا ملحوظًا في السوق خلال أقل من أربع سنوات.
ويُتوقع أن يستمر هذا النمو خلال عام 2026، خاصة مع التوسع في البنية التحتية لمحطات الشحن، وتقديم حوافز حكومية للمستهلكين، مثل الإعفاءات الجمركية والضريبية، وتسهيلات التمويل.
العوامل التي تدعم نمو سوق السيارات الكهربائية في مصر
شهدت سوق السيارات الكهربائية في مصر تطورًا سريعًا خلال السنوات الأخيرة، مدعومًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- الدعم الحكومي: من خلال إعفاءات جمركية وضريبية على السيارات الكهربائية، وتشجيع الاستثمار في محطات الشحن.
- ارتفاع أسعار الوقود: ما جعل السيارات الكهربائية خيارًا اقتصاديًا على المدى الطويل.
- تزايد الوعي البيئي: خاصة بين الشباب والمهنيين، الذين يبحثون عن وسائل نقل صديقة للبيئة.
- توسع الخيارات: دخول علامات تجارية جديدة، وتنوع الطرازات، ما يمنح المستهلك حرية أكبر في الاختيار.
- التكنولوجيا المتقدمة: توفر السيارات الكهربائية ميزات ذكية مثل القيادة الذاتية، وأنظمة الأمان المتطورة، والربط الذكي بالهواتف.
تحديات لا تزال قائمة
رغم هذا النمو، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه انتشار السيارات الكهربائية في مصر، منها:
- نقص البنية التحتية: لا تزال محطات الشحن محدودة في بعض المحافظات.
- ارتفاع أسعار بعض الطرازات: خاصة الأوروبية منها، ما يجعلها بعيدة عن متناول شريحة كبيرة من المستهلكين.
- نقص الوعي لدى بعض الفئات: لا يزال بعض المستهلكين يفضلون السيارات التقليدية بسبب عدم درايتهم الكافية بمزايا السيارات الكهربائية.
- توافر قطع الغيار: بعض الطرازات الجديدة قد تواجه صعوبات في توافر قطع الغيار أو خدمات الصيانة.

يؤكد تقرير أكتوبر 2025 الصادر عن مؤسسة الأهرام والمجمعة المصرية للتأمين الإجباري للمركبات أن سوق السيارات الكهربائية في مصر يسير بخطى ثابتة نحو النمو، مدفوعًا بزيادة الطلب، وتنوع العلامات التجارية، والدعم الحكومي المستمر. ومع تسجيل 1,643 مركبة كهربائية جديدة خلال شهر واحد، فإن السوق المصري يثبت قدرته على استيعاب هذا التحول العالمي في صناعة السيارات.
ومع دخول عام 2026، من المتوقع أن نشهد مزيدًا من التوسع في هذا القطاع، سواء من حيث عدد الطرازات المتاحة، أو البنية التحتية للشحن، أو المبادرات الحكومية الداعمة. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين السعر، والجودة، وتوافر الخدمات، لضمان استدامة هذا النمو، وتحقيق التحول الكامل نحو مستقبل أكثر نظافة واستدامة في قطاع النقل المصري.











